استخدمت المرأة قديماً دهن البقر لتليين الشعر، وفي البادية الزبدة المأخوذة من حليب الإبل أو الغنم بعد تسخينها وتذويبها، واستخدمت الحضرية دهون الشعر المجلوبة من الهند وإيران وباكستان، فضلاً عن أمشاط البلاستك والحديد وحتى الذهب والفضة التي لم تكن شائعة قديماً بل تقتصر على بعض الأسر الغنية.

اهتمام
وثمة زيوت شائعة منها زيت تاتا وزيوت الشعر الهندية، التي مثلت أول مواد صناعية لشعر المرأة التي استخدمتها ومازالت، خلافاً لدهون الحيوانات كالبقر والإبل والماعز، في تليينها للشعر وإكسابه لمعاناً وإشراقاً، وكان الشعر الكثيف والناعم الطويل محل فخر واعتزاز للمرأة، ويبدأ الاهتمام به من سن السابعة، فيخدم بالزيوت والتمشيط والربط، وكان نادراً ما يُقص أو يُقصر.

اختصاص
وهذا يعتبر تخصص امرأة خفيفة الظل غير أن ميزتها الأساسية أنها امرأة تحسن المشط وتتخذه حرفة لها مثلما اختصت بشعر المرأة وتمرست فيه قبل أن تداهمها وتعصف بها رياح المدنية والغزو الحضاري وصالونات التجميل والتسريحات العالمية وأدوات التجميل الحديثة التي قضت على براءة زينة المرأة وخصوصيتها.

المعقصة أو الفلاية من المهن النسائية التي عرفت في ماضي الإمارات، وهي الماشطة والمجدلة والفلاية والعكافة أو العجافة والمضفرة، وميزتها الأساسية أنها امرأة تحسن المشط وتتخذه حرفة لها، واعتمد قبول المعقصة في المجتمع المحلي قديمًا على جانبين مهمين، الأول: الجانب المهني ويتعلق بمعرفتها أنواع الطيوب والأمشاط والتسريحات السائدة وقتها للصغار والكبار وتسريحات المناسبات كالزواج والأعياد، أما الجانب الآخر فهو الأخلاقي ويتعلق بالأمانة وكتمان السر كونها تدخل كل بيوت الحارة وتطلع على ما بداخلها من أسرار وخلافات وحالات اجتماعية لا يجب البوح بها.

وثمة جوانب أخرى تتطلبها المهنة مثل سرعة البديهة وخفة الظل والمرح، ولكون المعقصة عادةً امرأة فقيرة، مما استلزم قيامها بأكثر من عمل خارج نطاق عملها، كالمساعدة في إعداد الولائم وتجميل العروس وخدمة الضيوف والمساعدة في إعداد وتطريز ملابس العروس وقريباتها، وهي أعمال تتطلب مهارات ومعارف عدّة تتعلمها وتمارسها المعقصة عادة في كل فريج أو حارة، وغالبا ما تستدعى المعقصة من حارة لأخرى، إذا ما ذاع صيتها وشاعت براعتها، وجودة خلطاتها وتجديلها.

Advertisement


H