«العريش» من أوجه العمارة التقليدية المحلية قبل ثورة الاسمنت وناطحات السحاب، وكانت لها جماليتها ومميزاتها ولم تزل تثير إعجاب زوار الإمارات وتوضح كيف استفاد أهلها من أبسط المواد المتوفرة في البيئة المحيطة ليشكلوا عمارة تقليدية بسيطة. والعريش : عبارة عن مسكن يستخدم في المناطق الريفية وضواحي المدن ويصنع من جريد النخل المرصوص.

حيث يبدأ بناء العريش بحفر مواقع تُشكّل أركان البيت ، تُثَبَّت بداخلها دعائم العريش «اليدوع» التي يتم تحضيرها من جذوع النخل أو جذوع بعض الأشجار، ثم يوصل بين الدعائم بالمِزْفَن أ والدعن وهو: حزمة من جريد النخل يستخدم في بناء العريش ويصنع المزفن من جريد النخيل بعد(سحله)أي إزالة السعف عنه وتنظيفه من الشوك وقطع مقدماته. ثم يوضع في ماء الافلاج لمدة ثلاثة أيام بعد ذلك يقسم الجريد إلى مجموعتين متساويتين ويجتمع على تصنيعه عدد من الرجال ثم يتم ربطها أوسفها بالخوص حتى ينتهوا من ذلك مشكلين المزفن.

وقد يوضع الدعن أيضاً فوق الجدران كسقف للبيت ، وتوضع في واجهة البيت وتسمى «رِدَّة» تُشكَّل من جريد النخل كما توضع دعون أخرى خلف البيت. وكان في السابق الإنسان هو المصدر الأول للقياس من حيث استخدام «الباع» وهو امتداد يدي الرجل مبسوطتين والذراع وهو طول يد واحدة من الكتف إلى الأصابع و«الشبر» وهو المسافة بين الإبهام والخنصر، و«الفتر» وهو المسافة بين الإبهام والسبابة.

مميزات العريش
والعريش قد يتكون من غرفة أو غرفتين يحاط بسياج من «الدعون» وفي فصل الشتاء تتم تغطية جدرانه الداخلية بالحصير ويبنى العريش من جذوع وجريد النخيل وقد يزود ببرج من قطع الجوت «الخيش» في فصل الصيف. وفي كل مساء عصر صيفي تجتمع النساء في رايح العريش( ظل العريش) يتجاذبن أطراف الحديث حيث يمارسن بعض الأعمال اليدوية مثل «الكاجوجة» لصناعة التلي و«قص» البراقع أوخياطة بعض الملابس يدويا في حين قد تمارس الفتيات الصغيرات ألعابا شعبية مختلفة بالقرب من أمهاتهن مثل «الصقلة» أ والمريحانه «الأرجوحة».

Advertisement


H